مع تقدم الحياة الدراسية لدى الطلاب وانتقالهم بين السنوات التعليمية، سيمر هؤلاء الطلبة بالعديد من المواد التعليمية التي تحتاج إلى مهارة ومثابرة خاصة ليصلوا فيها إلى أعلى درجات الإتقان والتقدم، ولعل من أبرز هذه المواد هي مادة التعبير في اللغة العربية.
تعتبر مادة التعبير واحدة من أكثر المواد التي تحتاج إلى مهارة وإتقان، يجيدها الطلاب القادرون على صياغة أفكارهم بطريقة لافتة ومبدعة تميزهم عن زملائهم الأخرون فيسعون إلى تطوير موهبتهم ليصلون بها إلى أفضل المستويات.
يتبادر إلى الطالب تساؤل : كيف أستطيع أنا كطالب أن أكتب موضوع تعبير بطريقة مناسبة؟
في هذا المقال سنسعى إلى تقديم أهم النقاط الواجب عليك أن تركز عليها لتتقن كتابة موضوع تعبير.
يتألف موضوع التعبير من ثلاث أقسام رئيسية وهي: المقدمة، صلب الموضوع، الخاتمة.
المقدمة في موضوع تعبير مدرسي :
هي واجهة الموضوع، والجسر الذي يجذب القارئ لقراءة الموضوع كاملاً، بالإضافة إلى أنّها بوابة عبور الموضوع إلى القارئ فهي تبين وتوضح الفكرة الأساسية التي ستعالج فيما بعد، ومن خلالها يستطيع الكاتب أن يحدد وبدقة اتجاهه وخطة عمله، مع وجوب انتقاء العبارات المنمقة والفصيحة، بعيداً عن المبالغات والزيادات، أي بشكل مختصر فخير الكلام ما قل ودل.
يجب أن تتضمن المقدمة على النقاط التالية:
- أولاً: عنصر التشويق: لابد أن تكون المقدّمة ذات طابع تشويقي محفز يدفع القارئ على الاستمرار في القراءة.
- ثانياً: الاختصار والابتعاد عن المبالغة: ينبغي على المقدمة أن تكون مختصرة على شرح موجز حول الفكرة الرئيسية التي سيتم تناولها في الموضوع.
- ثالثاً: السهولة اللغوية والسلاسة: تكون المقدّمة ذات طابع سلس، لا يشعر القارئ بوجود فراغ لغوي وهوّة عند الانتقال من فكرة لأخرى.
- رابعاً: الهدف منها: الإشارة إلى الفكرة العامة للموضوع.
- خامساً: لفظياً: بليغة الألفاظ، قويّة التراكيب، سهلة القراءة، بديعة المظهر.
- سادساً: حجمها: يجب ألا تزيد المقدمة عن ثلاث أسطر.
صلب موضوع التعبير المدرسي :
يعتبر الهيكل الأساسي لموضوع التعبير الذي يتضمن كل من الأفكار الأساسية والفرعية وصياغتها بشكل منمق،
يجب أن يراعي الطالب في كتابته لموضوع التعبير النقاط التالية:
- النقطة الأولى: الأفكار وترابطها:
يجب على الطالب عند كتابة موضوع تعبير أن يقسم الأفكار الرئيسية للموضوع بطريقة مناسبة إلى أفكار فرعية متعددة بشكل مترابط ومتسلسل، بحيث ألا تخرج عن النص الأساسي التي يدور حوله الموضوع فيرسم في باله خريطة المفاهيم التي سيعتمد عليها في سرد موضوعه.
- النقطة الثانية: قواعد اللغة العربية:
يجب على الطالب أن يراعي قواعد اللغة العربية في موضوعه بشكل متقن فهي تعتبر من أهم نقاط القوة في كتابة الموضوع، التي تعطيه طابع الجودة والمهارة.
- النقطة الثالثة: المقولات، الشعر والآيات القرآنية:
إذا كنت من محبي التميز في كتابتك وتريد الحصول على موضوع تعبير مميز وقوي يصل بالرسالة اللغوية التي تريدها بالضبط فعليك الاستشهاد بالآيات القرآنية المعبرة عن الموضوع وكذلك اختيار مقولات من شعر أو نثر للأدباء تضفي على موضوعك التعبير طابع التميز والأناقة.
- النقطة الرابعة: الأسلوب التعبيري واللفظي القوي:
تحوي مادة التعبير على العديد من العبارات الجمالية والتشبيهات والاستعارات والمحسنات التي تزيد من قبولية الموضوع وجاذبيته فالتعبير هو عبارة عن لغة وأسلوب كلما أتقنتها كلما زادة جاذبية.
- النقطة الخامسة: السرد المبالغ، الحشو اللغوي، الاستطراد والكلام الزائد الذي لا داعي له:
يجب على الطالب أن ينتبه إلى أحد أهم المشاكل أهمية، ألا وهي مشكلة سرد الأفكار المبالغ به والممل، فيجب عليه أن يعبر عن فكرته بطريقة مناسبة بعيدة عن الحشو اللغوي الغير ضروري متجنباً التكرار الممل للكلمات والاستطراد المبالغ فيه.
- النقطة السادسة: علامات الترقيم:
يجب على الطالب مراعاة علامات الترقيم من فواصل وعلامات تنصيص ونقاط وما إلى ذلك، فهي تعطيه طابع القوة والمهارة وتساعد القارئ على التنقل بين الأفكار بكل سلاسة:
حيث:
النقطة وتوضع في نهاية الجملة أو في نهاية الفكرة التامة.
الفاصلة وتستعمل لفصل أجزاء الكلام عن بعض.
الفاصلة المنقوطة وتستخدم لتوضيح ما قبلها بالتفصيل أو تعليل لما قبلها.
النقطتان القائمتان وتستخدمان بعد فعل القول ومصدره أو قبل تعريف مصطلح أو شرح جملة.
- النقطة السابعة: مراعاة الخط الواضح في كتابة الموضوع:
يجب أن ينتبه الطالب إلى أهمية أن يكون خطه في كتابة الموضوع ذي طابع جمالي ومرتب فهو يعكس اهتمام الطالب وتنظيمه.
- النقطة الثامنة: تنوع أساليب السرد:
يجب أن يحتوي الموضوع الخاص بك على عدد من الأساليب مثل (أمر-تعجب، نداء، استفهام، مدح، ذم، تمني)، وهكذا يجب أن تنهي كل فقرة من فقرات موضوع التعبير بأحد هذه الأساليب حتى تثقل موضوعك بمزيد من الأسلوب الاحترافي.
- النقطة التاسعة: حفظ النصوص المقررة في مرحلتك التعليمية:
يجب على الطالب أن يكون حافظاً لنصوص الكتاب المقرر عليه كأبيات من شعر أو تعاريف لمفاهيم وما إلى ذلك، وأن يلم بالأفكار العامة والجزئية الواردة، وأن يعبر عنها تعبيراً صحيحاً.
أخيراً: الخاتمة :
هي الخلاصة لموضوعك التعبيري وهي حاضنة ما توصل إليه الكاتب من موضوعه، ومن المستحب أن تكون متناسبة مع ما قبلها، بحيث لا يشعر القارئ أنّه انتقل من مفصل إلى آخر بطريقة قطعت تواصله مع الموضوع، مع مراعاة الإيجاز والاختصار بحيث لا تتعدّى السطرين.
تأتي الخاتمة على هيئاتٍ مختلفة منها:
- أولاً: أن تكون الخاتمة مجموعة من النتائج والتوصيات، مما توصل إليه الكاتب.
- ثانياً: أن تكون الخاتمة آية قرآنية أو حديث شريف وتعليق بسيط على هذا الجزء، يجمل كلّ ما سبق.
وفي النهاية وبعد أن تكون قد انتهيت من كتابة الموضوع، يجي عليك أن تقوم بمراجعته وقراءته مرة أخرى لتتأكد فيما إذا كنت قد نسيت فكرة من فكر الموضوع أو أن هناك خطأ إملائي أو كلمات مكررة لا نفع منها قد تسيء إلى الشكل الجمالي للموضوع ومن جاذبيته عند القارئ.
لقراءة المزيد من المقالات التي ستنال إعجابك إقرأ هنا