ظاهرة حرمان البنات من التعليم في الوطن العربي وكيف يمكننا علاجها؟

تعتبر قضايا المساواة بين الرجل والمرأة من أكثر القضايا انتشاراً وتناقضاً عبر جميع البلدان حول العالم، فبعض البلدان باتت تعتبر هذه المساواة ركيزة أساسية من ركائز المجتمع وجزء لا يتجزأ من الحياة اليومية، بينما نجد في بلدان أخرى تنتشر فيها المعتقدات الخاطئة والأفكار المتشددة والعادات والتقاليد السائدة والجهل، هذه المساواة أمر نادر بل مستحيل وقضية حرمان البنات من التعليم أمر لا يمكن الهروب منه ضمن هذه المجتمعات.

لعل الدول العربية تتصدر قائمة البلدان في العالم التي تحوي على نسبة عالية جداً من ظاهرة حرمان البنات من التعليم لمختلف الأسباب، إذ تشير آخر الإحصائيات الى أنه “على العالم العربي أن يبذل مزيدا من الجهد لتمكين حوالي 5 ملايين طفل (61% من البنات) في سن التعليم الابتدائي من التمتع بهذا الحق”. و هو أمر تضعه منظمة اليونيسيف من أولوياتها لإيمانها بحق التعليم لكل البشر

في مقالنا هذا سنتناول أسباب حرمان البنات من التعليم في الدول العربية ومدى تأثير التعليم الالكتروني عن بعد في حل هذه القضية.


أولاً: أسباب حرمان البنات من التعليم في البلدان العربية:

أولاً: الجهل وأثره على انتساب البنات إلى المدارس:

تعتبر قضية الجهل التي يعاني منها الأهل سبب من أهم أسباب حرمان البنات من التعليم، بل كذلك قد يتعدى ذلك الأمر إلى حرمان الفتية كذلك، فالعائلة التي يبنيها أبوان غير متعلمان ويعانيان من الجهل لن يكن لديها دافع نحو تحفيز أبناءها نحو التعلم والسعي وراء العلم وتكاليفه الزائدة. ولعل أبرز هذه المعتقدات جهلاً، اعتبار أن المرأة العربية ليست بحاجة إلى العلم أبداً فمصيرها واحد هو تربية أبنائها والاهتمام بأسرتها ولن يكون لديها الوقت للاستفادة من علمها.

ثانياً: ارتفاع تكاليف التعليم وأثرها على الالتحاق بالمدارس:

يعتبر الواقع الاقتصادي واحد من أهم الجوانب الأساسية والمؤثرة بشكل مباشر على انتساب الأبناء إلى المدرسة، فالعائلة التي تعاني من الفقر وتدني المستوى المالي وعدم قدرتها على تأمين احتياجات الأولاد للانتساب ستمنع أبناءها من الانتساب إلى المدرسة الأمر الذي سيفاقم من مشكلة حرمان البنات من التعليم.

ثالثاً: الزواج المبكر والحمل:

حرمان البنات من التعليم

تعتبر قضايا الزواج المبكر والحمل إحدى أهم المشاكل المسؤولة عن امتناع البنات وحرمانها من الذهاب إلى المدرسة، ففي بعض العائلات العربية ومن ضمن عاداتها وتقاليدها الأسرية تجد أهمية تزويج بناتها في الوقت الذي تصل فيه إلى سن الرشد والبلوغ الأمر الذي سيلهي الفتاة ويجبرها على ترك المدرسة والتعليم للالتفات إلى مسؤوليتها الجديدة.

رابعاً: المعتقدات الدينية الخاطئة والتشدد:

تبنى بعض العائلات العربية على معتقدات دينية متشددة وخاطئة، لها الدور الأهم في قضية الحرمان هذه، فيجدون وفقاً لمعتقداتهم قضية تعليم المرأة أمر عار وخاطئ لما لعملية التعليم من قدرة على تفتيح عقول البنات على أمور تجد فيها هذه العائلات عيب أو ما إلى هنالك ولا يعلمون أهمية مقولة (لا حياء في العلم).

خامساً: المدارس المختلطة بين الجنسين:

قضية الخلط بين الجنسين في المدارس منتشرة بشكل واسع في وقتنا الحالي، فلدى بعض العائلات العربية شيء من التحفظ والعادات والتقاليد التي تقتضي إلى أهمية عدم المزج هذا بين الجنسين.

سادساً: الحرب والقضايا الأخلاقية:

خضعت العديد من الدول العربية في وقتنا الأخير هذا إلى حروب وأزمات أثرت عليها في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، نتيجة لذلك تعرض الواقع الأخلاقي فيها إلى ضربة موجعة فلم يعد لدى العائلات موسوع من الوقت لمراقبة أبناءهم بشكل صحيح ومع الانتشار الواسع لرفاق السوء وسوء استخدام شبكة الانترنت دور وأثر على المجال الأخلاقي فأودى به إلى الانحدار، مما دفع بالعديد من العائلات لحرمان البنات من التعليم خشية من الاندماج بهذا المجتمع وللتحفظ على تربيتهم.


ثانياً: طرق وحلول لهذه المشاكل التي تؤدي إلى حرمان البنات من التعليم:

لنتمكن من زيادة نسبة إقبال البنات على التعليم وقبول الأهالي بهذا الأمر وعدم الوقوف في وجه طموحهم، لا بد من أن تتم عملية نشر حملات توعوية وتعليمية في شتى أنحاء الوطن العربي تبين للعائلات مدى أهمية العلم على حياة الشعوب ودوره في الازدهار نحو مستقبل مشرق ومزدهر، والتأكيد على دور البنات الهام في بناء المجتمع، فالأنثى نصف المجتمع، كما ويجب العمل على إصلاح المعتقدات الخاطئة حول حقوق المرأة، مع توضيح أهمية العدل بين الذكر والأنثى في فرص التعلم والتحصيل الدراسي فبالتنشئة التربوية الصحيحة للبنات والرعاية الأخلاقية المناسبة والتوجيه نحو الأمور الصائبة لن تتعرض الفتاة لأي مخاطر، إذا كانت ذات ثقة بنفسها وذات تربية صالحة.

يجب أن نذكر أيضاً أهمية التعليم عن بعد عبر شبكة الانترنت ودوره في حل مختلف هذه القضايا وتمكين البنات من التعلم.


ثالثاً: ما هي فائدة التعلم الالكتروني عن بعد؟ وما هي أهميته في وصول البنات إلى التعليم الالكتروني؟ وهل يعتبر هذا النوع من التعليم حل بديل للقضية المتعلقة بذهاب البنات إلى دور العلم؟

كلها أسئلة منطقية وواقعية تتراود على أذهاننا بعد أن بات الانترنت جزء لا يتجزأ من حياتنا المعاصرة وبعد أن انتشرت منصات عديدة للتعليم الالكتروني عن بعد.

فوائد التعليم الالكتروني عن بعد:

أولاً: توفير الوقت والجهد:

فالتعليم الالكتروني يتيح لمستخدميه إمكانية الوصول إلى المادة العلمية الموثوقة وهم في منازلهم دون الحاجة إلى الذهاب إلى دور العلم وتحمل مشقة الطريق.

ثانياً: الدور التحفيزي نحو اكتساب المعارف:

فالتعليم عن بعد، يحفز المتعلم على اكتساب أكبر قدر من المهارات العلمية والتحصيل العلمي، نظراً لتركيز العملية التعليمية فقط على الفحوى الدراسي دون التطلع إلى أي جوانب أخرى.

ثالثاً: يُقلل من الفروقات الفردية بين المُتدربين:

وذلك من خلال وضع المصادر التعليمية المتنوعة بين يدي المُتعلم، بالإضافة إلى تقديم الدعم الكامل للمؤسسات التدريبية بكل ما تحتاجه لتنتج تعليماً فعالاً من وسائط وتقنيات تعليم.

رابعاً: يساعد الفرد على الاعتماد على نفسه كلياً:حرمان البنات من التعليم

وذلك من خلال اختيار المصادر التي يستوحي منها معلوماته بذاته دون تأثير من الغير.

خامساً: المرونة والتأثير:

تتمثل بإتاحة المجال والخيارات أمام المتعلم وفقاً لرغبته في المشاركة.

ويمتاز بتركه أثر وفاعلية أكبر من نظام التعليم التقليدي لدى المتعلم؛ وذلك بما يستخدمه من تقنيات متقدمة في مناقشة المادة العلمية وطريقة تقجيمها السلسة والناجعة.

سادساً: دور التعليم الالكتروني عن بعد في توفير الظروف المناسبة لحل قضية حرمان البنات من التعليم:

للتعلم عن بعد الكثير من الميزات التي يرغب بها الأهل والتي تمكن الفتيات من الانضمام إلى المسيرة التعليمية.

أولاً: فمن جهة فهو لا يعارض مختلف المعتقدات الدينية السائدة حول اختلاط التعليم بين الذكر والأنثى

ثانياً: إضافة إلى دوره في توفير الوقت والجهد على المرأة المتزوجة فيتيح لها التوفيق بين أسرتها والعلم.

ثالثاً: أما من ناحية أثره الاقتصادي الهام على حياة الأسر، فهو أقل كلفة لأن الكثير من المستلزمات والأدوات التعليمية لم تعد مطلوبة، فمعظم الأعمال تنجز بشكل الكتروني، أضف إلى ذلك أن الاهتمام بالمظاهر الخارجية من ملبوسات وكماليات سيكون أقل عبئاً على العائلة التي ليست لديها القدرة على تحمل هذه النفقات الزائدة.

رابعاً: ولا بد من أن نذكر دور التعليم الالكتروني عن بعد في هذه الأوقات خاصة خلال جائحة كورونا فقد امتنعت الكثير من الأسر من إرسال أولادهم إلى المدارس خوفاً من هذه الجائحة، هنا يكمن دور التعليم عن بعد في مواكبة واستمرار التعلم دون التأثر بالفيروس هذا بشكل مطلق.



اقرأ أيضاً :

مشاكل الأطفال السوريين و التعليم بعد 10 سنوات من الحرب من هنا

لزيارة موقعنا و التعرف على الدورات و كيفية الاستفادة ادخل هنا.

مدرسة رواد المستقبل، هي مدرسة افتراضية سورية مرخصة من وزارة التربية السورية بترخيص رقم 356 

تدرّس المنهاج التعليمي السوري للطلبة المقيمين خارج القطر بأحدث التقنيات التعليمية الرقمية ونخبة من الكادر التدريسي

تواصل معنا

fpvs4sy@gmail.com

⁦+963 992 609 895⁩

⁦+966 58 314 2522⁩

نستقبل الاقتراحات أو الشكاوى على الرقم التالي

⁦+963 944 642 496⁩

لتحميل تطبيق المدرسة الخاص بأولياء الأمور

© 2022 Created with Waleed Kishi