مع الانتشار الواسع الذي شهدته شبكة الانترنت في عصرنا هذا ومدى تأثيرها في حياتنا اليومية، ازدادت الحاجة لنصائح التعليم الالكتروني (التعلم عن بعد) بشكل كبير جداً وبات من العناصر الأساسية للحصول على المعلومة في العديد من الأنظمة التعليمية ووسيلة للارتقاء بالمعلومة وبالطالب نحو درجات عالية من الامتياز والتفوق.
يسعى الآباء في وقتنا الحاضر لأن ينيروا بصيرة أبنائهم على هذا النوع الجديد من التعليم وعلى مدى أهميته في حياتهم، لكنهم يقعون في صعوبة إقناع أولادهم على أهمية اتخاذ التعليم الالكتروني عن بعد على محمل الجد فكان لابد لنا من أن نبين لكم بعض من أهم نصائح التعليم الالكتروني والتي تمكن الآباء من الوصول إلى درجة كبيرة من الرضى.
قبل البدء بنصائح التعليم الالكتروني لا بد من أن نؤكد على الآباء من أن التعليم الالكتروني لا يقل أهمية أبداً عن التعليم في المدارس فهو جزء بات متأصل من النظام التربوي في كثير من المدارس وعنصر أساسي من عناصر الارتقاء الحضاري بهدف الوصول إلى أعلى درجات التقدم والازدهار.
نصائح لتحقيق أكبر استفادة من التعليم الالكتروني:
أولاً: تحديد الوقت المناسب لأخذ الدروس الالكترونية:
تعد عملية تحديد الوقت الملائم للدراسة واحدة من أهم شروط التعلم المفيد والناجع، فلا بد للآباء من أن يختاروا الموعد المناسب لأبنائهم الطلبة للتعلم عن بعد، وتعتبر ساعات الصباح الباكر من أفضل الأوقات وأنسبها ففيها صفاءٌ للعقل وتبلغ درجات التركيز والنشاط فيها أوجها، فعلى الآباء الانتباه إلى أهمية ذلك والعمل على تطبيقه في المنزل بشكل دوري ومتابعة أبناءهم على التقيد بذلك.
فنظّم أوقات الترفيه لديهم لئلا يطغى ذلك على أوقات التعلّم عن بُعد، فبعض الأبناء يعتقد أن لديه كامل الحرية للعب والتنزه وقتما يشاء.
كما ولابد من أن يقوم كل من الأب والأم بتنظيم برنامج تعليمي محدد ومنظم بشكل ما بالنسبة لأطفالهم. وذلك لقضاء يوم مدرسي في التعليم عن بعد يُحاكي اليوم الدراسي العادي في المدرسة، كما أنه ولابد من أن يتضمن هذا البرنامج أوقات للعب وأخذ الدروس والمقررات الدراسية المختلفة، مع قضاء أوقات لممارسة بعض الأنشطة، وذلك كما يحدث بالفعل في اليوم الدراسي بالمدرسة.
ثانياً: تحديد المكان المناسب للتعلم عن بعد:
يعتبر اختيار المكان مكون أساسي وجوهري من نصائح التعلم الالكتروني الناجح.
لا بد من اختيار مكان ملائم في غرفة مضيئة ومرتبة ومريحة بعيداً عن الضوضاء في مكان هادئ دون وجود أي نوع من التشويش خوفاً من هبوط في مستوى التركيز لدى الأبناء، كما أن الغرفة المختارة يجب ألا تحوي على سرير أو إضاءة خافتة لكيلا ينال النعاس من الطالب، فلا بد من تجنب غرفة النوم أثناء أخذ الدروس الالكترونية.
ثالثاً: التعلم التفاعلي مع الأصدقاء:
من نصائح التعليم الالكتروني هو أهمية أخذ التعلم التفاعلي مع الأصدقاء على محمل الجد، وذلك عبر مجموعات حوار دراسية ضمن وسائل التواصل الاجتماعي كالواتسأب أو التلغرام، تمكن الطلاب من البحث والمتابعة التشاركية في مختلف المواضيع العلمية مما يضفي نوع من التفاعل الإيجابي بين الأبناء الطلبة ويبعدهم عن حالة التوتر أو الملل التي سيعانون منها فيما لو كان التعلم عن بعد أمر فردي مستقل عن العالم الخارجي، فلا تضيّع فرصة التعلّم التعاوني عن بعد مع الأصدقاء.
رابعاً: توفير المعدات اللازمة للتعلم عن بعد:
يجب على الآباء أن يوفروا لأبنائهم كل متطلبات التعليم الالكتروني عن بعد من جهاز ملائم للتعلم كالحاسوب أو الأجهزة اللوحية الأخرى إلى توفير شبكة الكترونية بسرعة ملائمة ومناسبة لأخذ الدروس لكيلا نصادف أية مشكلة في التحصيل العلمي، وصولاً إلى توفير مختلف المعدات الأخرى من دفاتر أو كتب أو أقلام فالتعليم الالكتروني لا يقل أهمية عن التعليم في المدارس مطلقاً.
خامساً: الدعم النفسي للأبناء:
يعد الدعم النفسي للأبناء واحداً من أهم نصائح التعليم الالكتروني الأساسية التي يجب على الآباء أن يأخذوها على محمل الجد، فعليك أن تستمع إلى أبنائك ومشاكلهم، حاورهم ووفر لهم الدعم الكامل من قبلك.
فمن الضروري أن يشعر الطفل أن الدراسة لم تتوقّف كونه يأخذ الدروس في المنزل وأن يدرك أهمية متابعة التعلم عن بعد في المنزل، فدرب أبناءك على تحمل مسؤولية تعلمهم واتركهم يعتمدون على أنفسهم لأن ذلك هو الأساس في بناء شخصياتهم المتوازنة.
سادساً: متابعة الأبناء خلال مرحلة التعليم الالكتروني:
من نصائح التعليم الالكتروني الناجح، ألا يهمل الآباء عملية متابعة أولادهم على المثابرة في التعلم والتقدم والنجاح.
راقب متابعة أبنائك لدروسهم ولا تتساهل في التعامل مع الأعذار التي يطرحونها، بل ادفعهم للتغلب على المشكلات ومتابعة التعلم.
تابع تنفيذ أبنائك لمتطلبات الفصول الافتراضية، وتأكد من تنفيذهم لواجباتهم، احرص على القيام بفحوصات دورية ومراجعات متعددة للمناهج العلمية المتناولة للتأكد من مستوى الفهم ودرجة الرقي في العلم التي نالها ابنك.
سابعاً: بعض نصائح التعليم الالكتروني الواجب تنبيهها وإيصالها إلى الأبناء خلال التعلم الالكتروني:
أولاً: تدوين الملاحظات أمر هام للغاية إذا كنت تريد التعلم بسرعة وكفاءة؛ ولكن رغم ذلك، لا يزال عدد قليل من الناس يعرفون طريقة استخدام ملاحظاتهم بالفعل بعد تدوينها؛ لذا لنوضح ذلك أكثر، فمثلاً: إذا كنت تشاهد محاضرة على شاشة الكمبيوتر، فدوِّن ملاحظات سريعة لكل ما تراه هاماً مباشرة بعد المحاضرة، وراجع ملاحظاتك، واجمع كل نقاطك الرئيسة على ورقة واحدة، وحاول عدم تضمين أي ملاحظة غير هامة.
ثانياً: استخدم أسلوب التعلم المتكرر والمتباعد فهي أفضل طريقة لترسيخ المعلومات وتذكرها على المدى البعيد.
ثالثاً: مساعدة الأبناء على تحديد الهدف من التعلم، فباختيار الهدف المناسب يندفع الطلاب بالمثابرة والجهد آملين بالوصول إلى طموحهم.
رابعاً: أهمية التركيز التام على المحاضرات العلمية المعروضة الكترونياً والتخلص من كل وسائل التشتيت سواء أكان هاتف خليوي أو تلفاز أو أشخاص وغيرها من وسائل الترفيه والتسلية المتوافرة على الانترنت.
الخلاصة: التعلم عن بعد بات جزء من حياة الكثير من الطلاب على مستوى العالم بعد التوافر الكبير للشبكة الالكترونية، ومع انتشاره اتسعت دائرة نصائح التعليم الالكتروني الواجب تقديمها للوالدين، فتنوعت الأفاق والمجالات الواجب على الآباء الانتباه لها والتعامل معها من توفير الزمان والمكان الملائم للأطفال، إلى توفير المعدات والتجهيزات اللازمة للتعلم، وصولاً إلى أهمية كل من الدعم النفسي للطفل، والتعلم التفاعلي مع الطلاب الآخرين، والمتابعة الدورية للحاصل العلمي المتناول لدى الأبناء الطلبة.
اقرأ أيضاً :
حرمان البنات من التعليم في الدول العربية وكيف لنا أن نقلل من هذه الظاهرة عبر التعليم الالكتروني عن بعد؟ من هنا
مشاكل الأطفال السوريين و التعليم بعد 10 سنوات من الحرب من هنا